الاثنين العظيم


 
يوم الاثنين العظيم المقدّس

 ( ترنّم الصلوات الاحد مساءً)




شرح 

 تذكّرنا الكنيسة المقدسة في هذا اليوم بمثل العشر العذارى اللواتي خرجن للقاء العروس ( متى 25: 1-13) هذا أولاً. أمّا ثانياً ، بسيرة يوسف الصديق ، ابن يعقوب أبي الأباء ، وقد باعه اخوته حسداً ، لكنّه بقي عفيفاً واميناً لله ، وهو في ذلك صورة للسيد المسيح الذي اضطهده بنو شعبه وباعوه للغريب ولكن الله أقامه وجعله ملكاً على كلّ المخلوقات . ثالثاً ، بمثل التينة العادمة الثمر التي لعنها المخلّص ( متى 21: 18-22 و مرقس 11: 12-14) مشيراً بذلك ليس فقط الى عقم المجتمع اليهودي الذي أزمع الرب أن يرذله ، بل أيضاً الى العقاب المحدق بنا اذا لم نحمل في كل وقت الأثمار التي يحقّ للرب أن يجدها فينا ، وهي التوبة والتواضع والكفر بشهوات هذا العالم.



هـــــللـــــــويا



ثمَّ نرنم بتأن، على اللحن الثامن " هللويا " ثلاثاً، ونعيدها بعد كل من الآيات التالية:

1ـ من الليل يبتكرُ روحي إليك يا ألله، لأن أوامرك نورٌ على الأرض.

 2ـ تعلَّموا البرَّ، يا سكَّان الأرض، فقد بادَ الكافر.

 3ـ الغيرةُ تتناولُ شعباً سفيهاً. والآن النارُ تلتهمُ المقاومين.

 4ـ زِدهم أسواءً يا ربّ. زِدْ أسواءً عظماءَ الأرض.

وبعد ترنيم " هللويا " للمرة الرابعة ننشد الطروبارية الآتية

هو ذا العروسُ الختنُ يأتي في نصف الليل. فطوبى للعبد الذي يجده ساهراً. أما الذي يجده غافلاً. فإنَّه غير مستحقّ. فاحذري يا نفسي أن تستغرقي في النوم، لئلا تُسلمي إلى الموت. فيُغلقَ عليك خارج الملكوت. بل استيقظي صارخة: قدّوس ، قدّوس، قدّوس، أنت يا إلهنا. بشفاعة الذين لا جسد لهم. ارحمنا





انني أشاهد خدرك مزيناً يا مخلّصي ، وليس لي ثوب للدخول اليه ، فأبهجّ حلّة نفسي ، يا مانح النور وخلّصني.
لمّا كان الربّ آتياً إلى الآلام الطوعيّة، قال للرسل في الطريق: ها نحن صاعدون إلى أورشليم، وابن البشر يُسلَمُ كما كُتِبَ عنه. فهلمّوا إذن نصحبه نحن أيضاً بضمائر نقية، ونصلب معه، وَنَمُتْ لأجله عن لذات الحياة، لنحيا معه ونسمعه هاتفاً: لست صاعداً إلى أورشليم الأرضية لأتألم، بل إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم، فأرفعكم معي إلى أورشليم العلوية، في ملكوت السماوات.

تــــــــأمّل

إن هذا اليوم الحاضر ، يظهر للعالم الالام الموقّرة كأنوار مخلصة ، لان المسيح بصلاحه ، يبادر ليتألّم ، والضابط الكلّ في قبضته ، يرتضي أن يعلّق على خشبة ، ليخلّص الانسان. أيها الحاكم غير غير المنظور ، كيف شوهدت بالجسد ، واتيت ليقتلك رجال مخالفوا الشريعة قاضيا بالامك على الحكم علينا ، فلذلك بأصوات متفقة نرفع ايها الكلمة التسبيح والتعظيم والمجد لسلطانك. إن هذا اليوم الحاضر ، يظهر باكورة الام الرب البهية ، فهلمّوا اذا ، يا محبي الأعياد نستقبله بالاناشيد ، لأن البارىء يقبل الى المحكمة والجلد والصلب ، فيحاكمه بيلاطس ويلطمه على وجهه ، ويحتمل هذه كلّها ليخلّص الانسان ، لذلك فالنهتف اليه : ايها المسيح الاله المحب البشر ، امنح غفران الزلات للساجدين بإيمان لالامك الطاهرة. لننرد الان علة النوح نوحاً ولنذرف العبرات ، منتحبين مع يعقوب على يوسف الحكيم الجدير بالمديح ، الذي كان بالجسم مستعبدا ، لكنه قد حفظ نفسه غير مستعبدة وسادة على مصر بأسرها ، فإن الله يمنح عبيده اكليلا لا يذوى. أيها المؤمنون ها قد بلغنا الى الام المسيح الاله الخلاصية ، فلنمجد طول أناته الذي لا يوصف ، لينهضنا معه بتحننه نحن الموتى بالخطيئة ، بما أنه صالح ومحبّ للبشر.