الاربعاء العظيم

يوم الاربعاء العظيم المقدّس

( ترنّم الصلوات الثلاثاء مساءً)


شرح :

في هذا اليوم المقدس تذكّرنا الكنيسة بتوبة مريم المجدليّة التي غسلت قدمي المخلّص بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها ودهنتها بطيبٍ كثير الثمن وقبّلتهما بحرارة، مستحقّة بمحبتها القويّة غفران خطاياها (لوقا 7 :36- 50). إزاء هذه المحبّة تضع الكنيسة أمام أعيننا تصرّف يهوذا التلميذ الخائن الذي كان يساوم اليهود على بيع معلّمه. يختلف المفسّرن حول هوية هذه المرأة : هل هي امراأة مجهولة في المدينة، أم هي مريم المجدلية التي اخرج الرب منها سبعة شياطين، أم هي مريم أخت مرثا ولعازر من بيت عنيا. وربما مريم المجدلية ومريم اخت لعازر دهنتا الرب بالطيب في ظرفين مختلفين، وعلى الأغلب في بيت عنيا.


التراتيل :


هللويا





ثمَّ نرنم بتأن، على اللحن الثامن " هللويا " ثلاثاً، ونعيدها بعد كل من الآيات التالية:

1ـ من الليل يبتكرُ روحي إليك يا ألله، لأن أوامرك نورٌ على الأرض.

2ـ تعلَّموا البرَّ، يا سكَّان الأرض، فقد بادَ الكافر.

 3ـ الغيرةُ تتناولُ شعباً سفيهاً. والآن النارُ تلتهمُ المقاومين.

 4ـ زِدهم أسواءً يا ربّ. زِدْ أسواءً عظماءَ الأرض.

وبعد ترنيم " هللويا " للمرة الرابعة ننشد الطروبارية الآتية


هو ذا العروسُ الختنُ يأتي في نصف الليل. فطوبى للعبد الذي يجده ساهراً. أما الذي يجده غافلاً. فإنَّه غير مستحقّ. فاحذري يا نفسي أن تستغرقي في النوم، لئلا تُسلمي إلى الموت. فيُغلقَ عليك خارج الملكوت. بل استيقظي صارخة: قدّوس ، قدّوس، قدّوس، أنت يا إلهنا. بشفاعة الذين لا جسد لهم. ارحمنا

أيّها الرؤوف، أن الزانية هتفت بنحيب، وبشعر رأسها مسحت بحرارة قدميك الطاهرتين، وتنهدت من عمق فؤادها: لا ترذلني ولا تستكرهني يا إلهي، بل اقبلني تائبة وخلصني . خطئت أكثر من الزانية، أيّها الصالح، ولم أقدم لك قط سيول دموع. فأخُرُّ ساجداً لك بصمت، وأقبّلُ قدميك الطاهرتين بحب ، لتمنحني بما أنك السيد، ترْك ديوني أنا الصارخ: يا مخلص انتشلني من حمأة أفعالي.



هلموا نعظم بنفوس طاهرة وشفاه غير دنسة، أم عمانوئيل المنزهة عن الدنس والفائقة النقاوة، مستشفعين أياها لدى المولود منها، قائلين: أشفق على نفوسنا أيّها المسيح الإله وخلّصنا إن الزانية مزجت بدموعها الطيب الجزيل الثمَّن، وأفاضته على قدميك الطاهرتين مقبلة أياهما، فبررتها للحال. فهب لنا الصفح، يا من تألم لأجلنا وخلّصنا. لما كانت الخاطئة تقدم الطيب، كان التلميذ يتفق مع مخالفي الشريعة. تلك كانت تفرح بسكبها الطيب الثمَّين، وهذا كان يبادر ليبيع من لا يُقَّدرُ بثمَّن. تلك عرفت السيد، وهذا انفصل عنه. تلك تحررت، ويهوذا صار للعدوعبداً. فما اقبح التهاون وما أعظم التوبة! فامنحني أياها يا مخلص، يا من تألم لاجلنا وخلّصنا .

الـبـيـت
أن المرأة الخليعة قبلاً صارت فجأة عفيفة ، ومقتت أفعال الخطيئة المخجلة، ولذات الجسد، مفكرة في الخزي الكثير وحكم العقاب الذي يتحمله الزناة والفجار. وأنا أولهم جازعٌ مضطربّ، لكني ثابت في عاداتي القبيحة، أنا الجاهل. أما المرأة الزانية فجزعت وبادرت مسرعة إلى المنقذ وهتفت إليه: أيّها الرؤوف المحب البشر، أنقذني من حمأة أفعال.

يا ربّ ، إن المراة التي سقطت في خطايا كثيرة، لما شعرت بلاهوتك، اتخذت رتبة حاملة طيب، فقدمت لك طيوباً قبل الدفن، منتحبة وقائلة: ويحي، لقد صار لي طغيان الفجور وعشق الخطيئة ليلاً حالكاً مدلهماً. فاقبل ينابيع دموعي، يا مجتذب مياه البحر بالسحب. وانعطف لزفرات قلبي يا حاني السماوات بإخلاء ذاتك الذي لا يوصف، إني أقبل وانشف بضفائر رأسي قدميك الطاهرتين، اللتين لما بلغ وقعهما الرهيب مسامع حواء في الفردوس توارت خوفاً. فمن يسبر غور كثرة خطاياي ولجج أحكامك، يا مخلصي منقذ نفسي، لا تعرض عني أنا أمتك، يا من له الرحمة التي لا قياس لها.